كان الشارع المدرسة
الأم و الرصيف الكرسي الذي جلسوا عليه لتلقي علم التسول ... و الأساور ملاذا لنوم
يطارده الخوف و الجدران كهف لأحلام تصارع البقاء.. يموجون في جناح الليل بين
الأزقة يلاحقون سيارات فاخرة لترمي لهم
دراهيم تدفع البلاء و متجولون ضعف الطالب و المطلوب .. أوعيتهم لا تحمل ما يسمن من
جوع أو يغني من عطش.
في الصباح يبدؤون
رحلة الشتاء و الصيف في أحياء العاصمة, تري في عيونهم قسوة الحياة و طفولة شابت
قبل حصادها , و براءة أجهضت قبل مخاضها ,ثيابهم البالية التي لا تقيهم حرارة الشمس
تكفي لمداومة دون إدارة .
يحرمهم القهر من الغد
و الحسرة من لذة الأمس ... لم تتح لهم الأقدار طوابير الدراسة و لا دفئ الأسرة و
لا حتي من يشاطرهم الألام ... علمتهم الحياة كيف يصارعون المرض فهجرهم شفقة
,أحلامهم ؟؟؟!!! لا يحلم إلا من نام و لم يعرف
النوم سبيل في تلك العيون .
لقد
ذاقوا مرارة تعويذات المجتمع ...دفعوا
فاتورة غلطة مجهول ,كانوا غرباء في عالم لم يختاروه فكانت حيرتهم و تساؤلات من
نحن؟؟؟؟ تشفي الغليل , أطفال في عمر الزهور جرفت بهم الأقدار إلي شاطئ الجريمة و
بحور عالم الليل و الحاجة تبرر الوسيلة.
تقرأ بين سطور قصص "مكره
أخاك لا بطل" يسردونها في إحدي باحات "الكبات" علي قبس من نار و فضلات
طعام متعفن مغامرات بأجنحة من ورق في مدينة الفقر.. لقد اختاروا أن يواصلوا الدرب
بابتسامة الفقير الصابر و حجزوا في مركبة الشوارع تذكرة المجهول ..
في ألمانيا تتكفل
مؤسسات المجتمع المدني برعاية متكاملة للأطفال المشردين مع أوراق مدنية و في
بريطانيا يجرم القانون عمل الطفل القاصر تحت أي ظروف لتكتمل الصورة في النرويج مدارس و أحياء سكنية راقية و متابعة عن كثب
للأطفال في فترة النمو الذهني و يستمر مشوار التنمية في استراليا يخضع الأطفال
لنظام إقامة جبرية في أحياء المدارس مع فصل تام عن الحياة المنزلية ما عدي عطلة
الأسبوع ...
في موريتانيا أصبحوا يحملون
أوزارا تلو أوزار مشردين لا يتقنون سوي لغة "السؤال" شعارهم "لو
كان الخيار لنا لما اختارنا" لا يحملون هموم الغد بقدر ما يحلمون بجرعة حنان
وبيت حتي و لو كان بيت عنكبوت, فإن كنت تراهم أطفال شوارع ...فهم صناع حياة فلكي نخدع
الموت لا بد من حياة جديدة.
Felice giornata a te...ciao
RépondreSupprimergracias giorne
RépondreSupprimer