Nombre total de pages vues

mercredi 22 août 2012

ولا بد للقيد أن ينكسر






 في كنف بيت بسيط نشأت وفي مجتمع تطفو علي سطحه القبلية والطبقية ترعرعت كانت الحرية شعار للسياسة والاضطهاد لا يتجاوز عناوين النشرة ,في مجتمع جعل من المرأة لوحة فنية في منزل صلاحيتها قيد التحديث,لقد تجسدت في ذاكرتي الصغيرة صور من الاضطهاد  للمرأة الموريتانية فصراخ (م أ) مازال يدق في أذني إثر ضرب زوجها لها لقد كانت فتاة سمراء من أصول إفريقية أجبرتها قسوة العيش علي التخلي عن دراستها التي لم تتجاوز الابتدائية لتكون بعد ذلك ضحية لإحدى الصفقات الزوجية وخادمة في بيت رجل لم يقدر أنوثتها ورسم علي جسدها البني خطوط مفهوم الرجولة ,و دموع (ر أ) الفتاة الشقراء علي ابنها الذي طاله الظلم في رحمها في عملية إجهاض لأول ثمرة حب كانت مدادا لحبري  , وابتسامة (ز ج ) علي سرير المستشفي وهي تصارع الموت إثر حملها المتقارب لأن زوجها يفضل إشباع رغبته حتى لو كان الثمن حياتها  لم تفارق خيالي ,قصص كان الظلم هو القاسم المشترك,في مجتمع كان دائما مسرحا للجريمة ,عاشت المرأة الموريتانية في أبهي صورها أسيرة الحرمان والاضطهاد فكانت تدفع ثمن الجهل وحب الاستقلالية معادلة قد لا يستوعبها ذلك العقل الذي كلما حاول المطالبة بحقه لاحقته نظرة المجتمع الناغمة وقصص الأمهات البطولية في صبر 
الظلم وتلك النغمات الناصحة لتكون حقنة مهدئة لجسد أنهكه الضرب,ودموع طالما بللت وسادة في صمت وخفاء متسائلة ما ذنبي؟؟

إن صور الاضطهاد في مجتمع يحكمه قانون الغاب ليس إلا عنوانا لمرحلة تجمع بين اثنين تحت راية الزواج, تكون بدايتها لعبة يقف 
ورائها في مجمل الأوقات الأبوين أو الأقرباء ليتلاشي في لحظة حلم فتاة أمام مصلحة "أب" أو خاطر "أم" أو طلب "شقيقة" ,حلم طالما راودها بالنجاح والحق في حياة كريمة بلسان حال يقول سلبوني حقي ...أسيرة أنا بين الجدران... فلمن أشكي الحرمان؟ ..أسيرة لا لذنب إلا لأني امرأة ... فمتي أصبح الحق يفرق بين إنسان وإنسان ؟ أردت الحق في تعليم وقليل من الأمان... فاتهموني بالتحرر والعصيان... دموعي بحر فيض وللاضطهاد عنوان...

لقد بقيت المرأة الموريتانية تبكي الأطلال علي الحقوق المدنية وبقي الرجل يرقص خلف ستار المجتمع الذي طالما كان ملاذا لكل تلك الخروق والتجاوزات التي ينبذها الدين والقانون,إن الصراع القائم بين المرأة والرجل الذي كان الصمت هو الورقة الرابحة جعل من الاضطهاد رسالة تناقلتها الأجيال مخلفة ورائها أطفال حملوا في مخيلتهم أسوء الذكريات عن مفهوم الزواج  ومعاناة تفيض ألما كانت العيادات النفسية في أغلب الأحيان مرتعا لها

إن الاضطهاد  لا مكان له ولا زمان لا يفرق بين الأعمار لكن في وطني يكفي أن تكوني "امرأة" لتعيشي  توازن الرعب من خطر يقترب ليجتاح هرم باتت قاعدته هشة و عرضة للإنتهاك.

عن ماذا سأكتب ؟ فهل أسرد قصص ظلم الزوج أم روايات ضغط الأسرة أم  قسوة المجتمع ؟أينما وليت وجهك فهناك سلسلة وتراكمات من التملق والتمييز الذي تجاوز كل الخطوط,في لوحة واقعية متباينة الخطوط, وقفت حائرة بداخلي مشاعر ممتزجة ليمر أمامي شريط ذكريات جمع بين الاستسلام والخوف ,لم يسعني إلا أن أذرف الدموع علي حقوق مسلوبة وأحلام منكوبة وبراءة 
مغصوبة ,ردة فعل كنظيراتها لا تتجاوز حروف منثورة علي طريق البحث عن الحق الضائع .

وفي أقصي المدينة هناك طفل أنهك جسده الضعيف الذي مازال ينمو الضرب علي يد أب لا يفهم إلا لغة الاعتداء لا لشئ إلا لأن سعر الوقود تجاوز  440 أو المصروف تأخر أو الديون تكاثرت أو ... ,تقرأ بين سطور يوميات غالبية الأسر الموريتانية تشكيلات الاضطهاد والقصص تطول وتطول لكن في حبكتها توجد صرامة الأعراف والتقاليد لمجتمع لا يزال تحت رحمة القيود التي يعتبر كل مخالف لها خارج عن إطار المألوف ومتطاول علي أحكام ساهمت في مماطلة الظلم وتعبيد طريق الشذوذ والإنحراف وغطاء علي كل الممارسات التي ساهمت في تفكيك تركيبة المجتمع الحضري.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire