Nombre total de pages vues

mardi 19 mars 2013

الربيع العربي ..سحابة مزمنة





يقول المنجمون  السياسيون و العرافه الفكريون أن سحابة الربيع العربي بدأت ظلالها تنجلي و أن الذين يحاولون إستنساخه في البلدان الأخري من الرقعة العربية هم من يوقدون الرماد فالشرارة بدأت تذبل ..و هناك من يصفون أن ما حدث ليس بثورة و لا يمكن إخضاعه لأبجدية الثورات العالمية ..
ما حدث في تونس ليس بثورة فحسب بل مخاض مرحلة الإنتقال و التي من الطبيعي أن تكون الثورة آليتها كما أن إمتداد الحراك الشعبي من تونس لليبيا تسللا لمصر ليس بإستنساخ ولكن تقارب الأوضاع الإقتصادية و الإجتماعية و الكبت الذي تعيشه الشعوب العربية في الأحكام البائدة  جعل الشرارة تتمدد بمؤشر الفقر و تهميش الفئات المعدمة و التي تسيطر علي قاعدة الهرم السكاني

ظهور جائزة السلام في اليمن  مع الربيع العربي ليس بالصدفة بل هو وسام للثورة و دليل دامغ علي سلمية المحتجين
خرجت الشعوب لإسترجاع الممتلكات العامة والتي في طليعتها الشارع بإعتباره منصة الشعب أما من تم إغتيالهم في الربيع العربي فقد كانوا ضحية الترهيب الذي إستخدمته الأنظمة لتخويف الشعوب في بداية الحراك لأنها لا تدرك أن تلك درجة إحتقان من وعودها الزائفة و أن الجرعات التي إعتادت علي تطعيمها للشعب من مشاريع قد إنتهت صلاحيتها

هتفت الشعوب من المحيط إلي الخليج مهللة و مكبرة بإسقاط الأنظمة وإستئصال رؤوس الفساد مطهرة البلد من الخونة و من تاجروا بها لعقود
الفقر و الجوع ,الظلم و الحرمان, الجهل و التخلف, المحسوبية و الإضطهاد ,الهجرة و الإستيطان كلها عوامل تشكلت الثورة من ينبوعها هي عوامل تكتسح كل الأوطان

مخاوف الطبقة السياسية الهرمة من تبعات الثورة خوف يبرره ضلوعهم في تغييب الشعوب و اللعب علي أوتار معاناتهم بتفنيد الخطابات و المساومة بذلك للحصول علي علاوات وإمتيازات بإدراكهم أن تجديد الطبقة السيياسية هي خطوة حتمية موالية جعلهم يلتحقون بالركب و يرفعون شعارات الثورة لعل ذلك يشفع لهم

إن ما تتخبط فيه الشعوب من خلخلة في إمساك زمام القيادة و حاجة إلي نظام دينامكي يستوعب ما أتلفته سنوات الأحكام السوداء و فوضي عشوائية في السيمفونية الإجتماعية لا يمكن تحميله للثورات فلها الفضل في تبيين ما تدعيه طبول الأنطمة في السنوات العجاف من حسن تسيير و إدارة في متناول الجميع!!
تحتاج الشعوب إلي الأدمغة التي شردتها ضنكة الفرص و خبرتها المكتسبة من سنين في الغربة و ما عايشته من تجارب الشعوب و من وصلوا لبر الأمان.. موالاة الشباب المغتربين للربيع العربي يعيد الأمل بإسترجاع الثروات المنهوبة وعودة اليد العاملة ذات الخبرة لسوق العمل

إستمرار الثورة يحتاج إلي أفكار جديدة للتعبير عن الرفض نابعة من واقع المواطن البسيط ..تحمل طابع الغرابة و الإبتكار ,قدرة الشباب علي صناعة الحدث و التأثيرعلي الرأي العام الناجم عن إدراك بحجم المشاكل و قرب هذه الفئة دون غيرها من معاناة الأخرين .بعد أن أصبح الحكام يخشون أصحاب العربات الذين فجروا الربيع في تونس
 من مسلمات الربيع العربي أن الإيديولوجيات و صراعها علي تابوت الديمقراطية لم ولن تصنع التغيير و أن الإنقسام الذي تعيشه الطبقات ما بعد الربيع العربي هو إستنزاف و إفراط في التمسك بالإيديولوجيات و إصرار علي حرب باردة و هروعة خلف التسلح و السيطرة
قاعدة أخري أثبتها الربيع العربي أن من رجال الدين من يخشي الحرية حرصا علي الهدايا و الهبات من الأيتام و المؤلفة قلوبهم  بتحايلهم علي العامة بالموعظة الخشنة !!

فيما يؤكد ربيع مصر أن الصناديق ليست حصنا ضد الثورة فالشرعية من الشعب و له حق الإسقاط متي و كيف ما شاء و أن أقل خسائر للدكتاتوريين الهروب في جنح الليل لتكفير الذنوب وللنهايات السعيدة موعد مع الشعب إذا ما ظلم القدر
الإستنساخ كان في القمع و محاباة سفك الدماء و إستعراض للقوات الباسلة التي كانت تعرض في أعياد الإستقلال !!و إستمرار الثورة السورية و صمودها يعني أن الربيع العربي سحابة مزمنة..

vendredi 15 mars 2013

العنف سفير بلا هوية !!

العنف ليس فقط إعتداءا علي الجسم و لكنه مضايقة الروح بتكدير الصفو,هو رداء يرتديه ساكني الظلام و المتطفلون علي الحياة التي هي أنثي!  
لا تبحث عني بين الوجوه فهي لا تشبهني لكن ستجدني بين سطور الكتابات, بين حكايات البسطاء, في فرشاة رسام فهناك ولادتي هناك حيث لا وجود لمن يتقمصون الإنسانية..!!

_المرأة الباكستانية من بيتها إلي قبرها!!

إن ما تعانيه المرأة الباكستانية من إضطهاد يجعل مكتسبات اليوم التي حققتها المرأة هي مطالبها من حياة كريمة و تعليم و فك قيد الحصار الديني ..الممارسات التي مورست ضد المرأة الباكستانية من عنف جسدي و لفظي نالت من أدائها التقدمي و تجربة الحرب زعزعت بداخلها الإستقرار و الطمأنينة
العوامل المتراكمة في الحضارة الباكستانية المحافظة كبلتها ولم تترك لها فرصا وافرة محتكرة بذلك جهودها في إثراء المكتسبات ..إن أي تغيير لا يبدأ من تصحيح المفاهيم و تقبل الرجل الباكستاني المرأة كشريك و إعتراف
 بإنسانيتها و قدرتها علي إيجاد الحلول النابعة من الخلفية الثقافية هو أول سلم للمساواة

_المرأة الهندية :للحرية ثمنها!!

إن ما وصلت إليه المرأة الهندية من حظوظ و الذي هو تقدم عقيم لم ينعكس علي القاعدة و إنما طال القمة التي أبرزتها فئة معينة من المجتمع تندرج داخل أجندة خاصة لسياستها ..وجود العنف من إغتصاب و تهميش و ضرب التي أوجبته العقليات المتغطرسة و الفهم الناقص للديانات مهد الطريق للتمادي في عمليات العنف الذي أورد في نفسية المرأة الهندية الرعب و نظرة دونية لذاتها و هواجس الضعف
ما تم تكريسه علي مدي العهود الماضية هو صفقة إقتصادية تم إبرامها بناءا علي الطلب و العرض وحاجة السوق لجسد المرأة المغري للإعلانات لتجاوز كساد البضاعة و الأزمة الإقتصادية!!
من وصلن إلي عيون الكاميرا كانت ضريبة خروجهن من المألوف باهظة حرمت معظمهم من الحياة الإجتماعية و حتي شعور الأمومة مع الرغم من تقديمهن لصورة حية لمعاناة المجتمع و تجسد العنف في العنوسة و نظرة المجتمع الدونية للممثلات الهنديات و نبذهن من طرف الشرائح البيروقراطية المتدينة..
تحميل المرأة الهندية خطأ إنجاب البنات هو تجاهل و جهل لمجتمع ذكوري يقدس البقرة و هي أنثي!!

_المرأة الغينية : من المطبخ إلي اللحد

إن ما تم تلقينه للمرأة الغينية في طور التربية من عادات ترمي إلي الصبر و تحمل الظروف القاسية من ضرب و شتم في الحياة الزوجية جعلها تتغلغل في نفسيتها كأشياء فطرية ..الأشياء المكتسبة التي تصل إلي درجة التعمق و تدعم بصور من الواقع روتينية تشكل في العقل الباطني حقيقة مظهرية لظاهرة معينة.
المحيط الذي تتحرك في مجرياته عوامل مشتركة من حضارة الأفريقيين الممتدة عبر العصور و ما تحمله من قطفات تعنيف و صراخ الوالدة الذي يشب عليه الرضيع حتي الفطام يجعل القضاء علي العنف الذي تتعرض له الزنجيات
ما بداخل المرأة الغينية من طاقات تستنفذه في أعمال البيت و الزراعة و أعمال شاقة جعل تلك الأعمال نموذجية تحمل بصمة التفاني و التضحية.
هي ربة بيت ناجحة و زوجة مطيعة ..زوجة تشاطر أخري مشاعر زوجها بروح رياضية!!زوجها الذي عودها علي الضرب كأذكار الصباح و السماء بعد أن أعمته الصلابة عن أنوثة الغينية ,بشرتها السمراء تخفي أثار الضرب و تحكي خفايا الرجولة المزيفة.رغم عمرها الذي أفنته في المطبخ لتصل إلي قلبه  لم تفلح معها النكهات لأن  ما يحركه غريزة جنسية مازال بداخلها شغف الحياة و أمل يتجدد بنظراتها الخاطفة لأبنائها

_المرأة السعودية :هما أمران أحلاهما مر..

مهما حاولنا تفسير ما تتعرض له المرأة السعودية و الذي يعود الفضل في الكثير من تبيينه للدراما التي عكست الصورة السوداء وراء تلك العباءة ..المرأة السعودية من بين النساء الأكثر تعنيفا في الوطن العربي و صمتها خوفا من نظرة المجتمع الطائشة و لعنته الساخطة وراء تفشي ظاهرة العنف..الحقوق التي تأخذها المرأة السعودية بالتقسيط لا تروي المتعطشات للقيادة و حرية التنقل وتسيير الإدارة.
المضايقات التي تعرضن لها من حاولن إيصال تلك الأصوات من تنكيل و تشهير وإدعاء ديني هو عقوبة رادعة لمن تفكر في تجاوز الخطوط الحمراء
و قد إعتاد الرجل السعودي علي إنتهاك حرمات القانون و التعد بوحشية حتي في فترة الحمل علي المرأة. إن من يرفع يده علي إمرأة مازالت ترافقه صفات الحيوان الذي يحتاج لترويض حتي يكون حيوانا أليفا!!

_المرأة المصرية :مكره أخاك لا بطل..

مشاركة المرأة المصرية في الربيع العربي جنبا إلي جنب هو محاولة لكسر الصورة النمطية عن عجزها في صنع التغيير.. مقارعتها في الشارع تثبت  إصرارها علي أن لا تكون أثاث..هي ترضخ لقولمة جذور و تاريخ من صراع البقاء.
 تؤكد جرائم ميدان التحرير أن أعداء نجاح المرأة ما زالوا أحرارا و الأنظمة السياسية لم تكن إلا وجها لرغبات
 المجتمع الباهت و أسوار القانون الأعرج!!.

تروي (مروي) الفلسطينية قصتها في نضال مستمر ضد الإستعمار تردد بأعصاب محترقة ما عانته من تحرش و 
عنف في سبيل رفضها للهوان وعلي السهول تسرد المرأة الصحراوية مؤامرة الصحراء القاحلة وبندقية المستعمر علي جسدها الناعم و من دموع (زليخة)  تقرأ إنفصال قلب المرأة السودانية شمالا عن عقلها جنوب..و في أقصي  الصومال تفشي المخيمات أسرار المجاعة و ضحايا الأمعاء الخاوية من النساء..علي نار هادئة تتعالي همسات المغربية ضد العنف,صدي الليبية يعبر القارات و تطلقها للعنان ليبيا إمرأة حرة!!وفي أفغانستان إننا نتنفس الصعداء,ولا تزال اليمنية تناطح سحابات الظلم و القهر..مرورا بالتونسية و ملامح النضال والإصرار
و أنا أعبر القارات بحروفي في رحلة البحث عن قواسم مشتركة و عقليات متأرجحة ما بين الأصالة و المعاصرة صادفتني قصص تتشابه في مضمونها من بلد لأخر و من حضارة لأخري وثقافات بائدة لأخري متحررة ,كلها حاولت طمس هوية المرأة ,ما أراه من سلوكيات خبيثة تمارس ضد المرأة جعلتني مكبلة و حروفي ثكلاء مشبعة من الألم.
قضيتنا ليست صراعا ولا مزاحمة ولا..ولا.. المرأة ليست أما تنهل من حنانها و لا زوجة تستغل رغبتها ولا بنت تفرض سلطتك عليها هي ليست شرفك ولا نصف المجتمع هي إنسان يحمل قلبا و فكرا يريد أن يتنفس الحياة!!



   

vendredi 1 mars 2013

العنف ضد المرأة..تجارة لن تبور!!




 اليوم و نحن في شهر مارس الذي تخلده المرأة في جزء من العالم كنتاج لنضال أخريات و يستقبله الإعلام العربي الهرم كأي إعلام لا يفوت لحظة للتغني بما وصلت إليه المرأة العربية ترويجا و تلميعا و محاولة لتحريف الخطاب الثوري الذي لن يثنينا عن إيصال أصوات أخريات يرضخن للعنف الجسدي و اللفظي و التغريب..إن إحتفالنا بهذا العيد يدخل في إطار مشاركة الأخرين الفرحة و تثمين الجهود التي أوصلت الأمريكيات في يوم مضيئ لعتبة التاريخ..لكن ذلك لا يخول المرأة العربية السطو علي 
أمجاد الآخرين و حصر حرية التعبير و المطالبة بالحقوق في ظرف زمني محدد.

في عصر الجاهلية و قبل الإسلام كانت المرأة العربية مهرة الشعر و أميرة في مخيلة الشعراء و بيت القصيد في القصيدة العربية لكن تلك الصورة الحسناء لم تستطع كسر الصورة النمطية في صكوك المجتمع الذي يعتبرها وصمة عار تدفن في جنح الليل

كرست الجاهلية ثقافتها البدوية لشرشحة المرأة ..كما كرست شريعة "المانو"الهندية بنودها الدينية لحرق جسدها المنكوب بأعصاب باردة ..إن محاولة توظيف أي ديانة في التطاول علي الحق الأخر هو جريمة لا يغفرها التاريخ كما أن إستغلال جسدها لإشباع رغبات جنسية لا يبعد ذلك وحشية و يولد في داخلها روح العدوانية..و يقرأ من سجون البابليون علي عهد "حمورابي" إستخدام القوة المفرطة لتكميم صوت المرأة ..

تاريخ الإضطهاد و العنف و التهميش عبر الجزيرة العربية إلي أقصي البلدان الأوروبية التي كانت تعيش عصور الظلام و الخرافة و الشعوذة,اختلفت وتيرة العنف من بلد لأخر و من حضارة لأخري و تنوعت الأساليب بتعدد العادات و الطقوس التي ورثتها الطبقات..

أجمعت الديانات ما قبل الإسلام علي أن المرأة كائن غريب ليست له أصول بشرية و يشكل وجوده خطرا علي المجتمع..

نالت المرأة في الحضارة الرومانية كذا المصرية بواعث عاطفية مادية لكن ذلك الإهتمام كان وليد مطلب من مطالب المتعة و الترف الجنسي للرجل ..مشاعر الأمومة 
دفنت في داخل المرأة لتتلاشي الصورة النموذجية في أذهان أبنائها

أسواق انكلترا سنة 1841 ب"شنلين" كانت محطة سوداء في تاريخ المرأة فقد تم بيعها في المزاد العلني كقطعة أثاث لتعكس مدي غرطسة المجتمعات و درجة الإنحطاط الأخلاقي وغياب الوازع الديني و الثقافي و الحضاري عند الأمم الأوروبية القديمة و الوسطي..

كان الإسلام سباقا لإنتشال المرأة من فجوة الظلم و الإضطهاد فمنحها حق الزواج و الميراث مقدما بذلك المرأة في قالب جديد إستطاعت من خلاله أن تبرز قدرتها علي القيادة و التدبير و مواهب فتحت أمامها أفاق ميادين الشعر و السياسة و الحرب ..
و للأمانة التاريخية فقد كانت عصور التنوير و الفتوحات الإسلامية نقلة نوعية للمرأة 
تقلدت خلالها مناصب سامية..

لكن ما إن بدئت تطفوا العادات و التقاليد علي نبض الشريعة حتي عادت موجة العنف ضد المرأة في كل بقاع العالم تزامنا مع عصور الضعف في العالم العربي و ظهور الإيديولوجيات و تشتت العالم باحثا عن الحرية و العدالة و المساواة ..رغم ذلك طورت المرأة من أساليب التعبير عن رفضها لحياة الإسترقاق الإنساني من خلال السينما العالمية و المحلية التي سلطت الضوء علي جزء من تلك المضايقات في إختيار الشريك و مزاولة العمل و كواليس الحياة الزوجية و ما تعانيه المرأة من ضرب و تهكم دون أي تقدير لمجودها الأسري و التربوي..

كما يري الكاتب أحمدو ولد ممون في كتابه المرأة في الإسلام أن أنواع المعاملة التي  عوملت بها المرأة علي تعددها ليست مبنية علي أساس واحد وليست أتية من مصدر واحد و لا يلزم من وقوعها في بلد أن تقع في بلد أخر ,وليس من الغريب أن يظهر منها نوع بلد و يختفي في بلد أخر و لا أن يكون ظهور هذا النوع بمقدار اختفاء ذلك النوع الأخر لأن بعض هذه المعاملات من صنع السلطة الدينية و بعضها من صنع المراسيم والعادات والشعائر التي تتبدل مع الأمم و الطبقات تبدل الدهور و المجتمعات و البعض الأخر من صنع الأخلاق و الشمائل التي تعلوا وتنحدر علي حسب العوارض المتجددة من أطوار الثقافة و التهذيب أو أطوار الضعة و الجهالة ,فلا يستغرب أن تتعارض في كثير من الأزمنة كما تتعارض انتقائض و الأضداد..