العنف ليس فقط
إعتداءا علي الجسم و لكنه مضايقة الروح بتكدير الصفو,هو رداء يرتديه ساكني الظلام
و المتطفلون علي الحياة التي هي أنثي!
لا تبحث عني بين
الوجوه فهي لا تشبهني لكن ستجدني بين سطور الكتابات, بين حكايات البسطاء, في فرشاة
رسام فهناك ولادتي هناك حيث لا وجود لمن يتقمصون الإنسانية..!!
_المرأة الباكستانية
من بيتها إلي قبرها!!
إن ما تعانيه المرأة
الباكستانية من إضطهاد يجعل مكتسبات اليوم التي حققتها المرأة هي مطالبها من حياة
كريمة و تعليم و فك قيد الحصار الديني ..الممارسات التي مورست ضد المرأة
الباكستانية من عنف جسدي و لفظي نالت من أدائها التقدمي و تجربة الحرب زعزعت
بداخلها الإستقرار و الطمأنينة
العوامل المتراكمة في
الحضارة الباكستانية المحافظة كبلتها ولم تترك لها فرصا وافرة محتكرة بذلك جهودها
في إثراء المكتسبات ..إن أي تغيير لا يبدأ من تصحيح المفاهيم و تقبل الرجل
الباكستاني المرأة كشريك و إعتراف
بإنسانيتها و قدرتها علي إيجاد الحلول النابعة
من الخلفية الثقافية هو أول سلم للمساواة
_المرأة الهندية :للحرية
ثمنها!!
إن ما وصلت إليه
المرأة الهندية من حظوظ و الذي هو تقدم عقيم لم ينعكس علي القاعدة و إنما طال
القمة التي أبرزتها فئة معينة من المجتمع تندرج داخل أجندة خاصة لسياستها ..وجود
العنف من إغتصاب و تهميش و ضرب التي أوجبته العقليات المتغطرسة و الفهم الناقص
للديانات مهد الطريق للتمادي في عمليات العنف الذي أورد في نفسية المرأة الهندية
الرعب و نظرة دونية لذاتها و هواجس الضعف
ما تم تكريسه علي مدي
العهود الماضية هو صفقة إقتصادية تم إبرامها بناءا علي الطلب و العرض وحاجة السوق
لجسد المرأة المغري للإعلانات لتجاوز كساد البضاعة و الأزمة الإقتصادية!!
من وصلن إلي عيون
الكاميرا كانت ضريبة خروجهن من المألوف باهظة حرمت معظمهم من الحياة الإجتماعية و
حتي شعور الأمومة مع الرغم من تقديمهن لصورة حية لمعاناة المجتمع و تجسد العنف في
العنوسة و نظرة المجتمع الدونية للممثلات الهنديات و نبذهن من طرف الشرائح
البيروقراطية المتدينة..
تحميل المرأة الهندية
خطأ إنجاب البنات هو تجاهل و جهل لمجتمع ذكوري يقدس البقرة و هي أنثي!!
_المرأة الغينية : من
المطبخ إلي اللحد
إن ما تم تلقينه
للمرأة الغينية في طور التربية من عادات ترمي إلي الصبر و تحمل الظروف القاسية من
ضرب و شتم في الحياة الزوجية جعلها تتغلغل في نفسيتها كأشياء فطرية ..الأشياء
المكتسبة التي تصل إلي درجة التعمق و تدعم بصور من الواقع روتينية تشكل في العقل
الباطني حقيقة مظهرية لظاهرة معينة.
المحيط الذي تتحرك في
مجرياته عوامل مشتركة من حضارة الأفريقيين الممتدة عبر العصور و ما تحمله من قطفات
تعنيف و صراخ الوالدة الذي يشب عليه الرضيع حتي الفطام يجعل القضاء علي العنف الذي
تتعرض له الزنجيات
ما بداخل المرأة
الغينية من طاقات تستنفذه في أعمال البيت و الزراعة و أعمال شاقة جعل تلك الأعمال نموذجية
تحمل بصمة التفاني و التضحية.
هي ربة بيت ناجحة و
زوجة مطيعة ..زوجة تشاطر أخري مشاعر زوجها بروح رياضية!!زوجها الذي عودها علي الضرب
كأذكار الصباح و السماء بعد أن أعمته الصلابة عن أنوثة الغينية ,بشرتها السمراء
تخفي أثار الضرب و تحكي خفايا الرجولة المزيفة.رغم عمرها الذي أفنته في المطبخ
لتصل إلي قلبه لم تفلح معها النكهات لأن ما يحركه غريزة جنسية مازال بداخلها شغف الحياة
و أمل يتجدد بنظراتها الخاطفة لأبنائها
_المرأة السعودية :هما
أمران أحلاهما مر..
مهما حاولنا تفسير ما
تتعرض له المرأة السعودية و الذي يعود الفضل في الكثير من تبيينه للدراما التي
عكست الصورة السوداء وراء تلك العباءة ..المرأة السعودية من بين النساء الأكثر
تعنيفا في الوطن العربي و صمتها خوفا من نظرة المجتمع الطائشة و لعنته الساخطة وراء
تفشي ظاهرة العنف..الحقوق التي تأخذها المرأة السعودية بالتقسيط لا تروي المتعطشات
للقيادة و حرية التنقل وتسيير الإدارة.
المضايقات التي تعرضن
لها من حاولن إيصال تلك الأصوات من تنكيل و تشهير وإدعاء ديني هو عقوبة رادعة لمن
تفكر في تجاوز الخطوط الحمراء
و قد إعتاد الرجل
السعودي علي إنتهاك حرمات القانون و التعد بوحشية حتي في فترة الحمل علي المرأة. إن
من يرفع يده علي إمرأة مازالت ترافقه صفات الحيوان الذي يحتاج لترويض حتي يكون
حيوانا أليفا!!
_المرأة المصرية
:مكره أخاك لا بطل..
مشاركة المرأة
المصرية في الربيع العربي جنبا إلي جنب هو محاولة لكسر الصورة النمطية عن عجزها في
صنع التغيير.. مقارعتها في الشارع تثبت
إصرارها علي أن لا تكون أثاث..هي ترضخ لقولمة جذور و تاريخ من صراع البقاء.
تؤكد جرائم ميدان التحرير أن أعداء نجاح المرأة
ما زالوا أحرارا و الأنظمة السياسية لم تكن إلا وجها لرغبات
المجتمع الباهت و
أسوار القانون الأعرج!!.
تروي (مروي) الفلسطينية
قصتها في نضال مستمر ضد الإستعمار تردد بأعصاب محترقة ما عانته من تحرش و
عنف في
سبيل رفضها للهوان وعلي السهول تسرد المرأة الصحراوية مؤامرة الصحراء القاحلة
وبندقية المستعمر علي جسدها الناعم و من دموع (زليخة) تقرأ إنفصال قلب المرأة السودانية شمالا عن
عقلها جنوب..و في أقصي الصومال تفشي المخيمات
أسرار المجاعة و ضحايا الأمعاء الخاوية من النساء..علي نار هادئة تتعالي همسات
المغربية ضد العنف,صدي الليبية يعبر القارات و تطلقها للعنان ليبيا إمرأة حرة!!وفي
أفغانستان إننا نتنفس الصعداء,ولا تزال اليمنية تناطح سحابات الظلم و القهر..مرورا
بالتونسية و ملامح النضال والإصرار
و أنا أعبر القارات
بحروفي في رحلة البحث عن قواسم مشتركة و عقليات متأرجحة ما بين الأصالة و المعاصرة
صادفتني قصص تتشابه في مضمونها من بلد لأخر و من حضارة لأخري وثقافات بائدة لأخري
متحررة ,كلها حاولت طمس هوية المرأة ,ما أراه من سلوكيات خبيثة تمارس ضد المرأة
جعلتني مكبلة و حروفي ثكلاء مشبعة من الألم.
قضيتنا ليست صراعا
ولا مزاحمة ولا..ولا.. المرأة ليست أما تنهل من حنانها و لا زوجة تستغل رغبتها ولا
بنت تفرض سلطتك عليها هي ليست شرفك ولا نصف المجتمع هي إنسان يحمل قلبا و فكرا
يريد أن يتنفس الحياة!!